في بلدنا مروحة

في بلدنا مروحة

*في بلدنا مروحة!!!*

جمال أحمد الحسن – الرياض 16 مارس 2020م..

في إستراحة قصيرة عن ساس يسُوس وسؤالنا المتواتر (البلد دي السايِقَها منووووووو)؟؟

نرجع لبعض حكاوي الزمن الجميل… وظهور مروحة السقف الواحدة دي في بلدنا..

تبدأ الحياة اليومية في قريتنا (المقل) مع نبَّاه الخليفة الحسن ود اب كروق.. وصوته الجميل المُنبعِث من المئذنة العالية حينها، قبل أن تعلوها مئذنة جامع شيخنا الأمين ود الزاكي ذات الطراز الحديث…

يأتي صوته الرخيم مُردداً…

ألفُ ألفُ صلااااااااااةٌ… ألف ألف سلامٌ علييييييييك..

يااااااااااا سيدي يا رسول الله…

ومع تكرار.. ألفُ ألفُ صلاةٌ… ألف ألف سلامٌ عليك..

تأتي الجملة ما بعدها كالآتي:

يااااااا سيدي يا حبيب الله…

يااااا سيدي يا أبا ابراهيم…

ياااااااا سيدي يا أبا الحسنين…

ويختمها دائماً بـ:

يا الفي السماءِ محمودٌ وفي الأرض محموووووود…

هُنا تأتي طُرفة جميلة من الساخر عثمان علي التِلِيل (قِرِّي).. إنتُو الحسن ود اب كروق دا بدَل ألف ألف دي ما يقُول مليون ويريِّح نفسُو…

وبعد ذلك تشِع الشمس القادمة من نواحي القرير متسللة عبر شواهق النخيل، مُعلنةً بداية يوم جديد وفصل آخر من فصُول الأمل…

نرجع لي موضوعنا…

كانت عندنا في البلد تلاتة (تايَات – شُلَلْ – مجموعات)..

المجموعة الأُولى: محمد أحمد ود التُوم، محمد أحمد ود الكراوي، عبد الرحيم اسماعيل، عبيد حمود والجيلي علي وجماعتهم…

المجمُوعة الثانية: محجوب محمد محجوب، نجم الدين ود عبد الله، أمير أبشوك، عنتر حسن الشيخ وبدر الدين إسماعيل ومجموعتهم…

المجموعة الثالثة: وديل ياهُن جيلنا… صلاح أبشوك وأحمد أخوهو، خالد حسن العوض، قذافي البدري وعمو فضل الله، عوض ود مُحُمَّد وناصر عثمان.. ودي ياها الحا نستهدفها…

وطبعاً من باب الأدب والتنظيم.. كل مجموعة من المجموعات دي عندها زعيمها المُطاع وفي الونسة والملمَّات كل تاية تكون قاعدة لوحدها…

بطل قصَّتنا دي طبعاً حاتم حمُّود… وهُو دائماً البيجيب لينا أخبار الدنيا…

يوم ونحن قاعدين في رملات حاج أحمد ود ابشوك جانا مَشَرِّف إضيناتُو من لا فُوق.. قال لينا دكَّان ود جني فيهُو مروحة.. وشلناها بي صوت واحد.. مروحة؟؟؟ أي والله.. مروحة وشغالة كمان وتجب هواء باااااااااارد…

طوالي قررنا في نفس الجلسة، بكرة الصباح نغزو ساقة فضل الله بزيارة عاجلة عشان نشوف المروحة دي للدنيا والزمان…

طبعاً ولاد أبشوك شايفنها.. باعتبار قضوا فترة من الزمان في الخرطوم.. لكن من باب المُجاملة حا يصطفُّوا مع وفدنا الكريم…

بس الدنيا فجَّت.. وركبنا عرباتنا المُو خمَج.. (السارَّة.. جبَّار الكسور.. ناس معزَّتنا.. الناس ماب تريِّح.. المودَّة.. المريودة) وعليييييييييك يا دكَّان ود جني…

إستقبلنا ببشاشته المعهودة المرحوم حسن ود جني صاحب الدُكَّان…

قُلنالُو عاوزين نشُوف المروحة.. دخَّلنا الدكَّان.. وحاتم طبعاً عشان هُو أمس جاء بالليل مع أمُّو ولقاها شغالة (بي بابُور النُور).. طوالي استلم زمام الكلام.. قال ليهُو مالها ماها شغالة زي البارح؟؟؟

بي طيبتُو المعهُودة ديك (الله يجبر خاطرو في الآخرة زي ما جبر بخاطرنا نحن الصغار ويسكنه مع جبَّار الخواطر سيدي النبي في عليين) قال ليهُو (المافي شِنُو) هسَّع نشغلها ليكم…

وفعلاً أخذ المتر حق القُماش الطويل داك… وقال كدي لفَّاها واتحركت.. يمين بالله الفرحة الدخلتنا في اللحظة ديك ونحن نشاهد في دورة ريشاتها التلاتة… أنا حاسيها لي هسع…

نعُود بإذن الله تعالى -الله يبارك في الأيام- و(في حلَّتنا تليفزيون).. وكيف تلقِّينا الخبر بفرحة مبااااااااالغ فيها يوم جانا عن طريق حاتم دا ذااااااتُو، والمرَّة دي من نواحِي ساقة سعد…

إرسال التعليق