ما وراء الخبر.. معركة الفاشر قاصِمة ظهر المليشيا المُتمردة…

ما وراء الخبر.. معركة الفاشر قاصِمة ظهر المليشيا المُتمردة…

ما وراء الخبر

محمد وداعة 18 مايو 2024م

معركة الفاشر.. قاصمة ظهر المليشيا

المليشيا لا تستطيع احتلال الفاشر، هذا ضرباً من المستحيل و ضد منطق التاريخ والجغرافيا

المعركة تدور بين من يُدافع عن أهله و عرضه ، و من يهاجم بهدف السلب والنهب والحقد الأعمى و الإستعلاء العنصرى!!!

من يُقنع المليشيا أن تكُف عن السودان أوهامها بإمكانية تفوُّق الإنحطاط الحضارى على شعوب و مجتمعات أصيلة؟؟!!!

تمكنت القوات المسلحة بصبر وتخطيط سليم من قطع خطوط امداد المليشيا تجاه الخرطوم و الجزيرة ، و اجبارها على التموضع الدفاعي ، و ايقاف تمددها فى محاور( سنار- الفاو – المناقل ) ، و تراجعها و انسحابها  ، فاستهدفت القرى الامنة، تقتل و تنهب المواطنين العُزَّل، وهذا بالطبع لا يمكن ان يصنف بانه تحقيق لاهداف عسكرية، هذه القرى التي استباحتها المليشيا لا يوجد فيها عسكري واحد، هذه عصابات مجرمة تقاتل من اجل السلب والنهب..

الوقائع تقول ان المليشيا تعلم ان إنتهاء وجودها فى الخرطوم و الجزيرة مسألة وقت، وان استمرار بقاءها فى الجنينة و نيالا مرهون بالسيطرة على الفاشر، فضلاً عن ان إعلان ( دولة ) على سذاجة الفكرة يرتبط بإحتلال الفاشر، و لعل هذا يفسر اصرار المليشيا على خوض معركة الفاشر و حشد كل مواردها لاجل ترجيح الكفة لصالحها، و بينما تتوقع المليشيا أن إسقاط الفاشر سيحسن من موقفها التفاوضي من جهة، فانه سيكون آخر مرحلة لإعلان (دولة العطاوة) فى دارفور، و استمرار النزاع لاسقاط الدولة السودانية كاملة..

مدينة الفاشر تحتضن أعداداً كبيرة من النازحين، بمن فيهم مئات الآلاف ممن فروا من العنف العرقي في الجنينة و زالنجى و مع ازدياد و تيرة المعارك فى  دارفور، فان معركة الفاشر قدر لها ان تكون فاصلة، و ان تكف عن السودان أوهام المليشيا ومرتزقتها بامكانية تفوق الانحطاط الحضارى على شعوب و مجتمعات أصيلة، ذات تاريخ و ماضٍ عريق، ان انضمام مجموعات مقاتلة فى  المنطقة للقتال إلى جانب الجيش بمواجهة قوات الدعم السريع، لا يأتي من باب التحشيد العرقى، انه استعداد واضح للدفاع عن النفس والارض والعرض، ومع تصاعد المخاوف من احتمال حدوث مذابح انتقامية واسعة النطاق، فان الطريقة الوحيدة لتفادي امكانية حدوث تطهير عرقى مرتبط بمنع المليشيا من دخول الفاشر وهذا ما تفعله القوات المسلحة والقوات المشتركة..

أن السيطرة العسكرية على مدينة الفاشر تكتسب أهميتها الاستثنائية من الموقع الاستراتيجي للمدينة، و موقعها الجغرافي المتميز، حيث تعتبر ملتقى الطرق التى تربط الاقليم بتشاد و ليبيا و شمال السودان..

 كل الوقائع تؤكد اصرار المليشيا  على السيطرة على المدينة، في مقابل سعي قوات الجيش و القوات المشتركة على الدفاع عنها، و بينما تلقت مليشيا الدعم السريع ضربات موجعة وفقدت الكثير من جنودها وعتادها وانفرطت القيادات وانتشرت الخلافات داخلها وأصبحت بلا خطة ولا رؤية، تعززت قوات الجيش بآلاف من مقاتلى الحركات و قوات كرجكولا، لذلك فان معركة الفاشر لا تخضع لمنطق المعارك السابقة، هى معركة تدور بين من يدافع عن اهله و ارضه، و من يهاجم بهدف السلب و النهب و الحقد الاعمى و الاستعلاء العنصرى ، وهى معركة توحدت فيها ارادة السودانيين كافة، و لذلك فان انتصار المليشيا فى معركة الفاشر ضرباً من المستحيل وضد منطق التاريخ و الجغرافيا، وهى معركة سيكتب التاريخ انها كانت أُم المعارك، من ينصح المليشيا انها خسرت المعركة!!!

18مايو 2024م

إرسال التعليق